الطهارة (3)

 

 

و یَطهرُ البئرُ بمطهِّرِ غیرِه مطلقا و بنَزح جمیعِه للبَعیر و المرادُ من نجاستِه المستندةُ إلی موته. و کذا الثورُ و الخمرُ و المُسکِرُ و دمُ الحَدَثِ و هو الدّماءُ الثّلاثة عَلی المشهور و الفقّاع بضم الفاء، و لم یَذکُر هنا المنیَّ ممّا له نفسٌ سائلةٌ، و المشهورُ فیه ذلک. و نزح کرٍّ للدّابة والحِمار والبقرة، و المرادُ من نجاستها المستندة إلی موتها.

و نزح سبعین دلوا معتادةً للانسان، أی لنجاسة المستندةِ إلی موته، سواءٌ فی ذلک الذَّکَرُ و الأنثی و الصغیرُ و الکبیرُ و المسلمُ  و الکافر. و خمسین للدم الکثیر، فی نفسه عادة؛ کدم الشّاة المذبوحةِ غیرَ الدماءِ الثلاثة. والعَذَرةِ الرَّطبَة، و هی فضلة الإنسان و المروی اعتبارُ ذوبّانها و هو تَفرُّقُ اجزائُها و شیوعُها فی الماء. و أربعین للثّعلبِ والإرنَب والشّاة والخنزیر والکلب والهِرّ و شبه ذلک و بولِ الرجل، و إطلاقُ الرجل یَشمَلُ المسلمَ و الکافرَ و تخرُجُ المرأةَ و الخنثی، فیُلحَقُ بولُهما بما لا نصّ فیه، و کذا بولُ الصبیة، اما الصبی فسیأتی. و لو قیل فیما لانص فیه، بنزح ثلاثین أو اربعین وجبَ فی بول الخُنثی، اکثرُ الامرین منه و من البولِ الرّجلِ مع احتمال الاجتزاء بالأقلّ، للأصل.

و نزح ثلاثین لِماء المَطَر المُخالطِ للبول والعَذِرة وخُرءِ الکَلب.

و نزح عشرٍ لیابِس العَذِرة و قلیلِ الدم، کدم الدُّجاجة المذبوحة فی المشهور و المرویُ دلاءً یسرة؛ و فُسّرَت بالعشر، لأنه أکثرُ عددٍ یُضافُ إلی هذا الجمع، أو لأنه أقلّ جمعِ الکثرة و فیهما نظر.(1)

 

پ.ن:

1- بخشی از کتاب الطهارة شرح لمعه شهید ثانی

 

 

 

الطهارة (2)

 

و ینجُسُ الماءُ مطلقاً بالتغیُّر بالنّجاسة فی أحدِ أوصافه الثلاثه: اللون و الطعم و الریح، و احترز بتغیره بالنجاسة عمّا لوتغیَّر بالمتنجِّس خاصةً، فإنه لاینجُسُ بذلک.

ویطهُرُ بزواله أی بزوال التغیر و لو بنفسه أو بعلاجٍ إن کان جاریاً و هو النّابعُ من الارض مطلقا غیر البئر علی المشهور؛ أو لاقى کرا. و نبّه بقوله: لاقی کرا، علی أنه لایُشتَرَط فی طُهره به، وقوعُه علیه دفعةً، کما هو المشهور بین المتاخرین، بل یَکفِی ملاقاتُه له مطلقاً.

و الکرُّ ألفٌ ومئتا رطٍ بکسر الراء علی الأفصح، بالعراقی.

و ینجُسُ القلیلُ و هو مادون الکر، و البئر بالملاقاة، و یطهُرُ القلیلُ بما ذُکر و هو ملاقاتُه الکرَّ علی الوجه السّابق.(1)

 

پ.ن:

1- بخشی از کتاب شریف شرح لمعه/ تالیف مرحوم شهید ثانی/ کتاب الطهارة

 

 

 

الطهارة (1)

 

 

الطهارةُ و هی لغةً النظافةُ، و شرعا بناءً علی ثبوتِ الحقایقِ الشّرعیّة، استعمالُ طهورٍ مشروطٌ بالنیة، و خرج بقوله: مشروط بالنیة، إزالةُ النّجاسةِ عن الثوب و البدن و غیرهما، فإنّ النیةَ لیست شرطاً فی تحققه، و إن اشتُرُطَت فی کماله.

و الطهورُ بفتح الطاء، هو الماءُ والترابُ، قال الله تعالى: و أنزلنا من السماء ماءً طهوراً؛ و هو دلیلُ طهوریةِ الماء. و قال النبی صلى الله علیه وآله: جُعلت لیَ الأرضُ مسجداً وطهوراً؛ و هو دلیلُ طهوریةِ التراب.

فالماءُ مطهِّرٌ مِن الحدث و هو الأثرُ الحاصلُ للمکلَّف و شبهه، عند عُروضِ أحدِ اسبابِ الوضوءِ و الغسلِ، المانعُ من الصلاة، المتوقَّفُ رفعُه علی النّیة؛ والخبثُ و هو النَجس بفتح الجیم.(1)

 

1-  کتاب الطهارة/ الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة/ شهید الثانی